أمرأة من بني أسرائيل
كانت امرأة من بني إسرائيل مقطوعة من شجرة كما يبدوا, افترق عنها زوجها بعد أن أنجبت منه طفل رضيع فأضطرت الى العمل لتحافظ على حياتها و حياة رضيعها. فكانت تحتطب و تجمع الحطب و تبيعه و ما تحصل عليه هو لقمة واحدة في اليوم لسد رمقها.
و في أحد الأيام بعدما باعت الحطب و حصلت على اللقمة و وضعتها في فمها و إذا بفقير قد لصق جلده بعضامه يتوسل إليها بأن تعطيه اللقمة. فنظرت الى سوء حاله و فقره فحن قلبها عليه و دفعت إليه اللقمة و فضلت الجوع و الصيام الى الغد.
و تركته و ذهبت الى رضيعها الذي تركته تحت شجرة يستضل بضلالها. و لما أقبلت عليه رأت رضيعها و فلذت كبدها قد التقطه ذئب متوحش، مفترس و وضعه في فمه بين فكيه يريد إكله.
أنفجعت المرأة و لم تدري ما ذا تفعل من هول المفاجاءة المفزعة، فالرضيع مأكول لا محالة و لا يستطيع أي مخلوق أنقاذه مهما كانت سرعته.
فرمقت بعينها السماء و قلبها يقول يالله، و سقطت جالسة على الأرض. و إذا بملك من الملائكة نزل مسرعا و أنتزع الطفل من فم الذئب و رماه في حجرها سليما معافى من كل سوء و قال لها (لن تكوني أكرم منا).(لن تكوني أكرم منا.(
هذا ما تعمل الصدقة المخلصة لله إنها تدفع البلاء و أنواع الشرور، إنها تحفظ الأنسان و عياله من كل سوء، إنها تعالج المريض و تشفي السقيم كما قال صلى الله عليه و آله و سلم (داوو مرضاكم بالصدقة.(